رواية لم تكن الفصل الثاني 2 للكاتبة ياسمين الكيلاني
“كانت الحياة صعبة للغاية بالنسبة له حتى أنه لم يتمكن من التحدث وقول ما بداخله! لم يعرف ماذا يقول للتي كسرته، وكان حزنه على فراق محبوبته مركز عينيه، وكان عاجزاً عن من قتلها!..”.
“لقد ضحت بنفسها حتى يتركه وحيداً بين أهله وأصدقائه، ولكن…”
كانت تجلس على سريرها متعبة بجوار والدها المريض، تحاول علاجه لكنها لم تعرف كيف!
: إذًا يا سي بابا، أنت أيضًا لا تريد تناول الدواء! أو لأنني كنت مشغولاً قليلاً بفعل ذلك! احضري الدواء…
_خلاص يا أسيل هديك روحي….
_لا، أنت تضحك علي. فين علبة الدواء يا منصور حتى لا تزعل منك بنتك؟ اه هقعد جنبك طول اليوم ومش هخرج….
“ضحك بخفة على تنهدتها في وجهي وتحدثت بمحبة
: هناك يا أسيل، هنا الصندوق….
أحضرت الدواء بابتسامة جميلة، وجلست بجانبه، وأعطته الماء، لكن ابتسامتها اختفت تدريجياً عندما وجدت علبة الدواء فارغة!
_نعم يا أبي هل نفد الدواء منذ فترة طويلة؟!
_فارغ؟ كيف أظهرت لي ذلك…
_ هتضحك عليا يا منصور عطيني وحي. أعني، لقد كنت خائفة لمدة يومين. كيف يمكنك أن تخبرني عن الدواء حتى أتمكن من الحصول عليه؟ إنه ليس كذلك…
_ يا بنيتي حملك ينقص وأنت تدفعين إيجار الشقة وأموال الدواء والأطباء الذين لا يعرفون أين نهايتهم !!
“ده غير السقف اللي هيقع علينا وعلى فلوسك! شوفي نفسك كده؟ إنك من فترة ما عندك هدوم جديدة، ولا غيرتي الأسود اللي كنت لابسته يا بنتي”. ، منذ يوم وفاة والدتك…
حاولت أن تبتسم بهدوء رغم الحزن الذي بداخلها، لكنها عادت للضحك من جديد وأخذت الأمر بمزاح
: رأيت يديك، واستمريت في الحديث وانتظرتني حتى أذهب لإحضار الدواء. أهلا حجوج…
_السلامة نهاية صبري الله يرضى عليكي يابنتي ويرزقك بولد حلال يريحك من كل ما انتي فيه…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ وبعدين يا أدهم هتفضل كده لحد إمتي؟
_يابني أفهم ما أنت فيه. لن يعود شيء، يعني مظهرك أو لحيتك أو ملابسك ستعود!!
“حاول أن تنساها يا صديقي. هل ترى كيف حالك؟ لقد توقفت عن العمل وخسرت نفسك بالكامل. أنت لست راضيًا حتى عن الكلمات. طمئن أيًا منا. أنت لا تفهم. نحن قلقون جدًا”. عنك، ونسيت أمك المسكينة أنها مريضة!»
“نسيت أنها تحتاجك أكثر من نفسك، وتناولت أدوية أوقفتها بسبب إهمالك لأكثر من خمس سنوات!!
«في ناس محتاجة العلاج ده، واه كم واحد بيموت النهاردة بسبب الجرعة دي ومنهم والدتك وكثير غيرها، ولا بأس لأن رنا لا تهتم بأحد…؟!»
_ كمان مش هتتكلم !! طيب مش مشكلة يلا نخرج نستمتع شوية….؟
_حسنا تعالي معي سأشتري أشياء من السوبر ماركت ونذهب إلى والدتك التي لم أرها منذ يوم الحادثة….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” في الصيدلية…. “
_يعني ازاي مش موجود يا دكتور؟ هذه هي الصيدلية السابعة التي ذهبت إليها ولم أجد الدواء….!!
_الدواء نادر جداً يا آنسة، والسوق قائم ويعتبر بقالة من زمان، ولم أغادر…
_نعم، لكن والدي لن يتحمل ذلك، والدي متعب جدًا. ماذا علي أن أفعل؟….
_للأسف لا يوجد حل آخر إلا أن تنتظر الشركة المصدرة له لتعتبر أن بقالتها مغلقة منذ فترة طويلة والدواء نفد من الصيدليات… أستأذنك في رؤية الأستاذ …
“كان واقفاً في حيرة من كلامه، غير مطمئن، وهذه آخر علبة دواء كانت معها! لكنها فكرت سريعاً واتصلت بصديقتها أمل لتجد حلاً لهذا الأمر…”.
: نعم يا أمل أنا….
_انتظري يا أسيل، خذي نفساً للمصيبة الجديدة. لا تظن بعائلتي شيئا سوى المصائب….
_خلاص أنا غلطان، السلام عليكم…
_سيدتي استني همزحك خمس دقايق وابقى معاك. أين أنت؟…
_عند الصيدلية في الشارع ومعي معك بعض المال الفائض حتى يطول الحديث ونعود…
_عيني مفتوحة وأنا معك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“في السوبر ماركت…”
– أخبرني ماذا ستأكل اليوم…؟
_لا مشكلة سأختار لك على حسب ذوقي والمكسرات التي تبقى على العين تعمل لنا ملوخية بالأرانب كالمجانين….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– نعم يا ابنتي هل أنت قلقة على عمك؟
_يجب أن أبحث عن هذا الدواء في أسرع وقت ممكن، ولكن قبل ذلك، أحتاج إلى الحصول على الطعام والأشياء حتى يتمكن باب من إطعامه….
_ حسنًا، اترك لي هذه المحادثة. سأذهب. سأجيب أشياء من السوبر ماركت، وأنت تنظر إلى هذا في الصيدليات، وبعد ذلك ترجع وسأنتظرك هنا….
_حسنا أمل يلا أتمنى أن لا أجد حل لهذا الحوار….
_لا تقلقي، هذا جيد يا سولا. أنت لا تقول دائمًا أشياء جيدة لي. جي جي، تشجع هكذا…
_نعم، شكرًا لك، أمل. أقسم أنني لا أعرف من أنا….
_لا، أنت مُغوي ومزاح. ولكن بعد ذلك نقاتل. لعن هذا الحديث. تعال….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_لقد أمضينا عشر دقائق في الدوران ولا أفهم سبب تعليق البطاقة هكذا….
“لذلك تحدثت بصبر وصبر
: لو سمحت انت مش شغال على الكاشير واحنا مش شغالين معاك. هل يمكنك أن تكلفنا حتى نتمكن من إكمال…
التفت إلى التي كانت تتحدث ونظر إليها بغضب
: والله ليس ذنبي أن البطاقة متوقفة ويجب أن أدفع، أم ترى أنه من الأفضل أن أكون مستعجلا…
“لقد تحدثت بفارغ الصبر
: والله لو قابلت من يدفع لك ما يكون في حسابك مشكلة….؟
“لقد انزعجت الدكتورة ميه من الطريقة التي كانت تفعل بها ونظرت حولها مرة أخرى دون اهتمام، لكنها لم تتمالك نفسها ووقفت ساكنة للعبور والمشي.”
_يبدو أنك تريد أن تهز نفسك لأني قلت الكثير من الذوق…
أدارت وجهها وتحدثت بشكل استفزازي
: لو كان لديك، لم يكن ليحدث كل هذا، يا عزيزي.
“استجاب لها جي بسرعة، وابتعدت عن مكانه الهوائي، وتحدث بغضب شديد
: بشرى غريب و غريب و مجنون …. يلا يا أدهم نروح المحل التانى . نجيب جاب لوالدتك أشياء كهذه، وفي كل مرة تأتي لك بقميص جديد بدل هذا الأسود…
“أما هي فكانت تتكلم بالاستهزاء وهي تمشي، والعدل يخرج من عينيها
: ابن آدم ناعم وقذر. لا أفهم كيف تدخل هذه الأشكال إلى هذه الأماكن و….
وسرعان ما أسكتت مكالمة صديقتها عندما فكرت في سبب وجودها هنا!
_نعم يا أسيل أين أنت؟
_ماذا تفعل!!
_حسنا، هذا كل شيء، أنا قادم، أنا قادم. السلام عليكم…
“ركضت بسرعة إلى صديقتها للتأكد من أنها بخير
_كنت أبحث في الصيدليات عن الدواء، وبعد أن انتهيت وجدته. لم يكن معي أي تغيير، لذلك اضطررت إلى ذلك. أردت الدخول إلى محل الملابس هذا لتغييره، وبما أنني كنت في الحمام، نسيت ما يجب فعله برمز البطاقة!
_هذا كل شيء، ما هي المشكلة؟ سأدفع لك المال، لكن دعنا نلحق به ونحصل عليه….
_ثواني قليلة وسأحصل على البطاقة….
“ذهبت بسرعة إلى الكاشير وأخذت منه البطاقة، وغادرت هي ورفاقها بسرعة في نفس اللحظة التي دخل فيها زياد وأدهم المتجر لشراء بعض الأغراض…”
_أفضل المال أين الدواء….
_للأسف كان في شاب أخذ خده وكان الصندوق الأخير هنا…!
_نعم أنت تمزح!! كيف يمكن أن يحدث هذا وأنا لم أتأخر حتى…؟
_أنا آسف بس كان ضروري ونحن كأطباء لا نستطيع رؤية مريض يحتاج لجرعة كهذه ونحن لا نملكها…
“لقد تحدثت بغضب وغضب
: الأطباء!! أيها الأطباء..إذا كنتم أطباء حقا، فافهموا أن هناك أشخاصا يمكن أن يموتوا بسبب عدم وجود هذه الجرعات وأنهم يجب أن يكونوا متاحين في السوق في أي وقت..
“لكنك لا تهتم، لا توجد أرواح تُفقد، ولا خسائر تُفقد كل يوم….
_اهدى يا أسيل مش كده، ومش ذنبه كمان، دي شركات يا حبيبي… معلش هي بس متوترة وتعبانة لأن أبوها تعبان شوية، اعذرني…
أخذت رفقتها وخرجت من الصيدلية حزينة للغاية، حيث أنها لا تعرف كيف تفعل أي شيء لمساعدة والدها…
_أسيل ستطلق أسرها إلى الله، وأكيد هناك حل…
_مش عارفة أعمل إيه تاني يا أمل، حاسة بالضياع والخوف. أخاف أن يتركني أبي لأن أمي لم ترحل! هل يجب أن أفعل أي شيء آخر؟ فكيف ستتصرف بعد ذلك!…
_ اهدي يا حبيبتي وان شاء الله في حل لها. سوف نذهب مرة أخرى ونستدير مرارا وتكرارا. أنا معك لا تقلق…. يلا نروح، لأن أبوك أكيد قلقان عليك…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ ما رأيك بهذا؟
_ طيب داااااااااااااااااااااااااااااع !!
_ليس هناك فائدة، سوف تأتي مع قلة الذوق. وبالفعل هذا ما قالته المجنونة الثانية….
“كان على وشك أن يرتدي القميص عليه ويزيل السلسلة حول رقبته، لكنه أمسك بيده بصلابة وهو ينظر إليه، رافضاً تماماً أن يقول إنه لا ينبغي أن يفعل ذلك…”
“استغرب زياد من تصرفه، لكنه أعاد يده مرة أخرى وفهم أنها سلسلة ترحمت عليها رنا، وأنه لا يريد نزع السوداء مهما حدث…
_خلاص يا صديقي فهمت يلا نروح عشان ما نتأخرش….
“خرجوا من المركز التجاري بهدوء، وقام زياد بوضع الأغراض في العربة حتى يتمكنوا من المشي. وفي نفس الوقت الذي كانت فيه أصيل، تذكرت رقم البطاقة وعادت مرة أخرى لاسترداد الأموال التي كانت معها ومحاسبة أمل على الأموال التي دفعتها”.
_أسيل لقد جننتيني..
_خلاص والله كنت أظنك تبقى ثواني وبعدين ترجع…
«ركضت بسرعة وكان فستانها مربوطًا في العربة؛ حاولت جاهدة أن تفكها لكنها لم تعرف كيف، فشاهدها زياد من المرآة ونزل مرة أخرى ليرى ما القصة…
«وجدها جالسة تحاول فك العقدة، فساعدها دون حتى أن ينظر إليها ودخل السيارة بهدوء، وأسند أدهم رأسه على الكرسي بتعب وأغمض عينيه شارد الذهن على حبيبته التي رحلت…»
“نظرت إلى أسيل على أمل أن أجدها تستشيرها لفعل شيء ما، لكن أسيل تحدثت بغضب وبصوت مرتفع قليلاً”.
: خلاص خمس دقائق انتظري….
فجأة فتح عينيه من الصوت الذي سمعه، والذي لم يكن غريباً عليه على الإطلاق، ونزل من السيارة وسط ذهول زياد. نظر يميناً ويساراً ليرى من صاحب الصوت، فتكلم زياد متسائلاً.
: نعم يا بني ماذا حدث لك أو أي شيء ؟!
نظر حوله ونظر يمينا ويسارا، فظن أنه لا يتخيل أكثر من ذلك. ثم عاد إلى السيارة واصطحب زياد معه…
“خرجت من المركز التجاري وهي تحمل النقود في يديها ونظرت إلى السيارة وهي تسير من بعيد. ابتسمت في رضا والحمد لله، كما علمها والدها دائما أن تكون راضية، لأننا كلما أرضينا الله أرضانا…”.
بارت (2) رواية “لم تكن هي”.
ليست هناك تعليقات