رواية مراوغة الجزء الخامس تأليف بسنت عبد القادر - حواء للروايات
رواية مراوغة الجزء الخامس تأليف بسنت عبد القادر
رواية مراوغة الجزء الخامس تأليف بسنت عبد القادر
رواية بعيدة المنال، الفصل 5
“لا أعرف كيف أو أين؟ أشعر بقلبي ينبض بسرعة عندما أسمع صوتك.”
قررت ميادة أن تذهب إلى والدة عمار، وقد فعل.
طرقت ميادة باب منزل عمار القناوي وفتحته زينب وقالت بسعادة:
كيفك يا ميادة حبيبتي؟!
وقالت باحتضان ميادة بالحب الزائف:
الحمد لله خالتي زينب
فقالت زينب: وقفة، لماذا أتيت إلى هنا؟
وبالفعل دخلت ميادة وجلست على الأريكة فقالت زينب:
ماذا تشربين يا حبيبتي؟!
قالت ميادة بحزن مصطنع:
لا داعي يا خالة
فسألتها زينب بدهشة:
ستكذب علي أنا مثل أمي يا حبيبتي. أخبرني ما الذي يزعجك؟!
بدأت ميادة بالبكاء بصوت تمساح:
ابنك يا خالتي، أنا أحب ابنك كثيراً، أحبه أكثر من روحي وكياني. رفضت العديد من العرسان لأنه لم يشعر بي، لدرجة أنني حاولت الانتحار لكن والدتي أمسكت بي.
شهقت زينب وقالت:
أي ندم، لماذا كل هذا، فعمار يستحق كل هذا؟ أنا على يقين أنك من تأخذ ابني على محمل الجد يا ضنايا ولن أترك عمار حتى يأذن لك وابني لا يقول لي كلمة.
مسحت ميادة دموعها براحة يديها وقالت بلهفة:
بجد ماما زينب؟!
فقالت زينب بحب:
والدتي حلوة مثل العسل، بالطبع، زوجة ابني المستقبلية.
وقفت ميادة تقبلها بسعادة وشوق، وبدأا يتحدثان عن كل شيء، وكانت ميادة تسأل عن كل ما يتعلق بعمار حتى حفظت ما نزل عن ظهر قلب.
ثم قبلت والدة عمار وخرجت من المنزل. وجدت عمار أمامها وقد أصابها الحيرة والحب والعشق.
اقتربت منه لتلمس يديه لكنه ابتعد عنها على الفور وقال في دهشة:
ميادة ماذا تفعلين في المنزل؟ هل هو غريب؟!
فلم تجبه، فسألها عمار:
ميادة سمعتني؟!
قالت ميادة دون وعي:
عمار، أحبك
أجابها عمار بغضب:
ماذا تقول هل تحبني؟!
قالت ميادة بكل حب:
نعم نعم أحبك يا عمار. لقد أحببتك منذ اللحظة التي عرف فيها قلبي الحب. لقد كان لك فقط يا عمار. عمار القناوي وفقط
قال عمار :
بصي يا ميادة لأن الوقفة اللي عملناها غير صالحة. أنا آسف على ما أقوله. لسوء الحظ، لم أحبك قط. أنا لا أحبك. أنا آسف مرة أخرى. أنت ألف شخص يتمنونك، لكني أعتبرك مثل أختي رادها. ويوماً ما ستشكرني على رفضي لهذا الحب، لأنك حتماً بعد فترة ستجدني. هو يحبك ويضع التاج على رأسه وأنا لا أفعل. إذًا لن يقضي الوقت في الوقوف والتحدث معك بهذه الطريقة. لن أضرب صديقتي في الظهر، أرجوك عذرا ميادة.
ثم ذهب وتركها وهي تبكي حزنا وألما على كل كلمة قالها لها عمار.
هل فيها شئ ؟! يفعل!! هل عمار يحب امرأة أخرى؟ لا وألف لا، لن يحدث ذلك مهما طال عمار لها.
نزلت ميادة وهي في حالة انهيار. وكان هذا الشخص يتابعها منذ دخولها منزل قناوي. شعر وكأنه يريد أن يأخذها ويعلمها درسا. كان يعرف حبها لعمار، لكنه كان على يقين أن عمار لا يحبها، وهذا الشخص هو “صالح العابدين”.
قال صالح وهو يتجه نحو السيارة:
آنسة ميادة!
استدارت وعبست. كانت تكره صالح العابدين كثيراً وتخاف من قسوة ملامحه. قالت بتعب:
خير يا استاذ صالح هل تحتاج شيئا؟!
قال صالح ببرود، على عكس ما كان يظن:
خير يا آنسة ميادة هل ستزورين أحداً من عائلة الحاج قناوي الكبير أو أي شيء؟!
قالت ميادة بغضب:
وأنت المالك!!
في هذه اللحظة تحولت ملامح صالح إلى قاسية، وضرب الرعب قلب ميادة فقال:
لا مال ونص يا بنت الحلال. عمار لا يحبك، ولن يحبك، ولن ينشغل بك عقله أصلاً، ويبدو أنه سمع منك كلمتين قد تكونا بعيدتين! اسمعي يا ميادة أنت لي ملك صالح العابدين وأنت أهل ولا حل إلا مني ومتى يتحقق المطلوب حينئذ أهرب منك في طريقك و في ثوبك هذا، وسأعلمك الأدب، وستحبين صالحا، وستحبينه، وستعشقينني. اللهم إني بالغت، اللهم فاشهدي يا بنت. ابو الفتوح .
ثم تركها ورحل، فنزلت هي من سيارتها ورحلت هاربة من هذا الوحش المفترس
دخل عمار المنزل بعد حديثه مع ميادة، وكان غاضبا للغاية. ذهب إلى الحمام وغسل يديه ثم توجه إلى غرفة الطعام.
جلس الجميع على الطاولة بينما كان عمار على وشك تناول الطعام. فقاطعته أمه:
خليك يا عمار ميادة لم تكن هنا و…
فقاطعها عمار وقال بين أسنانه:
أعرف يا أمي، لقد رأيتها قبل أن أدخل البيت.
قالت زينب بسعادة:
البنت تحبك يا عمار . أريدك يا ابني ألا تتزوجها. خذ من يحبك وعش مرتاحاً.
قال عمار بفارغ الصبر:
يا أماه لا أحبها لا أريد الزواج بالتوفيق؟! من فضلك توقف عن الضغط علي واذهب للعيش في شقتي في الطابق العلوي حتى أتمكن من التخلص منك !!
قال سيد بغضب:
كيف تتحدث مع والدتك بهذه الطريقة؟ ما الخطأ فى ذلك؟ أريد أحفادا. أريد أزوة وأمك أيضاً.
قالت زينب بحزن:
طب يا ابني اتحب واحد تاني؟! إذا كنت تحب شخصًا آخر، فسوف أزوجها لك.
فقال عمار وقد اكتفى:
ليس لدي حب أو أي شيء ولا أريد أن أتزوج.
ثم قام عمار من مقعده وخرج من البيت.
انزعجت زينب من عمار وغضب السيد بشدة من طريقة كلام عمار وغضبه غير المبرر
في العجلة المائية الساخنة:
حورية كانت عائدة من الصف. شعرت أن هناك من يتبعها. نظرت خلفها فوجدت أنه هاشم. أرادت أن تسرع وتهرب منه، لكنه وقف أمامها وأمسك بيديها، وقال بغضب:
حورية لماذا تهربين مني يا حورية؟!
لماذا أنت خائف مني؟ لا أستطيع أن يؤذيك.
قالت حورية بغضب:
ابعد عني يا هاشم بدل، والله لن يصيبك شيء.
قال هاشم بكل حب:
حورية أحبك يا حورية. أنا أعشق التراب الذي تمشي عليه، ولن تكون وحدك مع أي شخص غيري. لن تجد أبدًا أي شخص يحب مثلي.
قالت حورية بغضب:
اترك يدي يا نسونجي!
أمسك هاشم بيد حورية بقوة وقال بملكية:
لن أتركها!!! كنت أفعل ذلك لمحاولة نسيانك وبسبب فارق السن، لكني لم أكن أعلم. أنت داخل القلب، داخل العين، وتتربع على عرش قلبي يا حورية البحر.
أنت أجمل من حورية البحر. عيناك وكل شيء فيك يشعرني بأنني في الجنة. أحبك ولن أتركك لأي شخص آخر.
بدأت حورية في الارتباك في صوتها وقالت:
إذا لم تتركني وحدي، سأخبر والدي وسيكون يومك مظلمًا.
ثم أمسكها بقوة حتى تتمكن من السير معه إلى السيارة ويأخذها إلى مكان ما ليتحدث معها بهدوء.
وهنا عادت حور بسيارتها، وحالما رأت هاشم يجبر شقيقتها حورية على ركوب سيارته، نزلت من السيارة وركضت بسرعة وهاجمته من أجل إنقاذ شقيقتها.
مدت حورية يدها وانتزعتها من هاشم بصعوبة وقالت بصوت عال:
ماذا تفعل يا حيوان؟ ما أنتم عائلة لا تفوح منها رائحة الدم؟!
ثم صفعت حور هاشم وبدأت بالصراخ على أهل الحي:
وأنتم يا رجال الحي؟! أراها تأخذها بصحة جيدة، وليس هناك ذكر لهذا. أنت عالم لا يعلم بها إلا الله أم لأنهم من القناويين !!
ثم نظرت إلى هاشم وهو ينظر إلى حور بغضب وقالت:
ماذا تريد من أختي هاشم بن قناوي؟ هذه لك وعين أمك الفاضلة عديلة وأبوك الحاج عادل الذي لا أعرفه سيربيك ويجعلك رجلا. يا أخي اسف على دماءك. لديك أخت ليس لها أخوة. هل هي في العائلة أم ماذا؟ كفى و شتمنا في حالنا لا يكفي ما حدث في الماضي أم ماذا؟!!!
في منزل سيد القناوي:
وبعد خروج عمار من المنزل سمع صوت صراخ حور. غرق قلبه وركض ليرى ما حدث. وجد أهل الحي متجمعين، وكانت حورية تمسك بيد أختها الصغرى، وترمي هاشم، وتقول كلام جارح لهاشم وعائلة قناوي بأكملها. فتدخل عمار وقال بغضب:
ما هو بالضبط، لماذا ترتكب أخطاء في الأسرة؟!
قالت حور بغضب:
مرحبا عمار باشا قناوي، أنا أشاهد ابن عمك يطارد أختي وهو أيضا يريد أن يأخذها بسيارته. من المفترض أن يقفله ولا يتسبب في تحرك أي شخص. لو لم آتي لكان قد اختطفها منذ زمن طويل ولا شيء. أنتم عائلة من المشاكل.
انصدم عمار ونظر إلى هاشم بغضب:
ما أنت يا أخي؟ ليس هناك أخوة. تريد الاهتمام بالفتاة وتحدث نفسك والعائلة ولا نعرف كيف نرد عليها ونحن نتذلل بسببك ولا أعرف كيف أفتح بوقي للرد عليها.
قال هاشم بغضب:
اخرج منها يا عمار أنت مالك نفسك!
قال عمار وهو يضم قميصه إلى أكمامه بينما هاشم يبلع ريقه بصعوبة فقال عمار:
طب يا هاشم تعالي وأنا هقولك ما عندي ما أعلمكه عن الرجولة يا ابن عادل.
بدأ عمار بضرب هاشم بقوة، ولم يتمكن هاشم من ملاحقة عمار حتى سقط هاشم على الأرض.
في منزل الرشيدي:
سمعت شريهان صوتا. وخرجت إلى الشرفة وشاهدت ما حدث. في ذلك الوقت كان حسن يأخذ حمامًا دافئًا. ركضت شريهان وقالت برعب:
صح يا حسن بناتك في شجار بينما عمار يمسك هاشم ويضربه وحور عملاه تصرخ وتصرخ.
قال حسن بفزع:
أي ؟! أنا قادم للأسفل الآن!!
ارتدى حسن ملابسه بسرعة كبيرة وخرج من المنزل بسرعة كبيرة حتى وصل إلى الحورية والحرية.
فقال حسن بغضب:
ماذا حدث، ماذا حدث؟!
قالت حورية وهي تبكي:
هاشم والدي، هاشم دائما يطردني وأهرب منه. يأتيني في المركز ويتشاجر لساعات مع أي شخص يتحدث معي، واليوم أوقفني بصحة جيدة وأرادني أن أركب معه في السيارة.
فقال حسن بغضب:
فكيف لا تقول ذلك؟!
حورية قالت:
قلت أنه سيتوقف، حتى ما حدث اليوم.
قال حسن بغضب جهنمي:
هل حدثت؟!!
ثم نظر إلى أهل الحي وقال ساخراً:
أين كنتم يا أهل الحي؟ هل كلب مثل هذا يفعل هذا بابنتي أم لأنه كان خوف هاشم قناوي وصمته؟ هل هذه الرجولة؟!!
قالت حورية لأبيها:
لكن ابوي ابوه عمار ضربوه. هو الذي أخذ حقي ولم أقبض عليه. إنه جيد وليس وحشًا مثل بقية أفراد العائلة.
قالت حور بسخرية موجهة حديثها إلى عمار:
يلعب دور البطل!!
فقال عمار وقد سئم سخرية حور:
بعد ما اذيتك يا استاذ حسن هي عاملة تظلمني وفي حق الأهل وأنا أسكت وأنا اخذت حق بنتك من بنت عمي وهي كمان تغلط فلا تقول هذا عنا.
فقال حسن بغضب:
اصمتي يا ساعة!
ثم نظر حسن إلى هاشم نظرة تشير إلى الشر والغضب، وأن ما سيحدث بعد ذلك لن يمر مرور الكرام، فقال:
هناك شهود وكل شيء كان أمام عينيك أيها التاجر، ورحمة أمي وأبي أن يعلمك حسن الخلق والجديد يا هاشم يا ابن عادل، ولا ترث نفس الطبع، وقلة الأصل والخبث يجري في دمك.
هو يتابع
لمتابعة القصة اضغط هنا
تابعونا على قناة التليجرام من هنا
الرواية من البداية من هنا
ليست هناك تعليقات